محمد القوصي يكتب: قمة الطين الكروي

لم تكن مباراة في كرة القدم، بل كانت زي ما بيقولوا عندنا في الصعيد مباراة في المعجنة، والمعجنة لمن لا يعرفها عبارة تراب كثيف مخلوط بالماء،يصنع منه الطوب اللبن قبل حرقه وتحميره.


كان الأهلي والزمالك يلعبان في ظروف غير كروية، وغير إنسانية، لأنه مقبول ان تلعب تحت المطر وتحت السيول لكن أن يكون تحتك ارض تحرك للخلف وإلي أسفل ورجلك تغرز في الطين فهذا هو غير المقبول.


و الحقيقة ان هذا الملعب ببرج العرب تحمل فوق طاقته لانه استقبل مباريات لا يقدر عليها اي ملعب في العالم كان لابد من رحمة ارض ملعب برج العرب ورحمة اللاعبين الذين كانوا يجرون في المعجنة وهي امطار وارض طينية من الرهريط.


و الذي يتحمل المسئولية كاملة هو اتحاد الكرة الذي اصر علي اللعب في برح العرب وهو يعلم أرضيته التي لو تحدثت لاشتكت من كثرة اللعب عليها كما انه كان يعلم من أسبوع سوء الأحوال الجويه في هذا اليوم والأرصاد أكدت ذلك وكان من السهل لعبها في اي ملعب بالقاهرة لاسيما وانها بلا جمهور.

الحالة التي كانت عليها المباراة جعلتنا نشفق علي اللاعبين فكل التمريرات كانت خاطئة وكل المحاولات صادفها الفشل وبذل اللاعبون جهودا خرافيه حتي يستطيعون الوقوف علي اقدامهم او مجرد التحكم في الكرة.

كنت اشفق كثيرا علي اللاعبين وتمنيت الا يخسر اي فريق من اي كرة طائشة او سقوط مع سوء حظ يهدي الآخر الثلاث نقاط.

إقامة المباراة في مثل هذه الظروف حرمنا من الاستمتاع بأهم فريقين في مصر
تحية للفريقين علي تحملهما اللعب في هذه الأجواء الطين وتحية لهم علي الروح الرياضية التي سادت خلال اللقاء.