سعيد وهبة يكتب: " لاسارتى" المفترى عليه

الجمعة 19/أبريل/2019 - 01:21 م
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
ليس مسؤولا عن الهزيمة .. و ليس مسؤولا عن إهدار فرص الفوز على "بيراميدز" ..!

لو سجل جيرالد، وازاروا ، نصف الفرص السهلة التى لاحت لهما لخرج الاهلى فائزا على بيرامدز ، ولاتسقت وانسجمت النتيجة ومجريات المباراة.

ولو حدث هذا ما تعرض لاسارتى إلى كل هذه العواصف الغاضبة والساخطة !، فالمدرب - اى مدرب - مسؤول عن مستوى الاداء، ووضع الخطط التى من شأنها إتاحة فرص وصول مهاجميه إلى المرمى، وبهذا المعيار نجح لاسارتى فى مهمته بأكثر مما نجح مدرب بيراميدز، فليست مهمته أن ينزل الملعب ويسجل بدلا من ازارو وجيرالدو وهما على بعد خطوات من المرمى!.

ظاهرة ضياع الفرص السهلة، التى أهدرت جهود الفريق كلة، رغم سيطرة الاهلى على المباراة، سببها التوتر أمام المرمى وغياب التركيز، وتلك أعراض "اهتزاز الثقة" وعدم الجاهزية"النفسية" للمباراة لكلا الاعبين، و"اهتزاز الثقة" قد ينجم عن شدة الضغوط النفسية على المهاجمين، وعبء حمل مسؤلية رد الاعتبار للقلعة الحمراء، وربما الإفراط فى النصائح والارشادات والضغوط والتوصيات التى يتعرض لها اللاعبون من قبل المحيطين بهم خصوصا بعد الخروج من دورى الابطال بخسارة ثقيلة أمام صن داونز فى مباراة الذهاب لم يتعافى بعض اللاعبين من آثارها النفسية بعد.

نحن اذا بصدد ظاهرة نفسية تلقى بظلالها على الأداء الفنى للمهاجمين فى الملعب، أكثر من غيرهم، لأنهم بحكم مراكزهم مطالبون بتحقيق الفوز وترجمة الهجمات إلى اهداف.

هذه الظاهرة تدفعنا بعد دراسة أسبابها علميا، للمطالبة وعلى وجه السرعة بضرورة الاستعانة بخبير متخصص فى "الطب النفسي" الرياضى، الذى هو "الفريضة الغائبة" فى المنظومة الكروية خاصة، والرياضية بصورة عامة، -رغم أن علم النفس الرياضى عمره مائة سنة أو يزيد، ودخل الخدمة فى المنظومة الرياضية عالميا منذ عشرات السنين، وكان سببا فى التفوق الرياضى والاوليمبى الساحق، للعديد من الأبطال العالميين، ومشاهير اللاعبين.

فى 5 أكتوبر الماضى فسر الطبيب البريطانى "دون ماكفيرسون"احتفاظ نجم برشلونة ليونيل ميسي بمستواه الثابت وتألقه الدائم إلى تكوينه النفسي المعتدل، وقال لصحيفة"اكسبرس" - "أن معظم نجوم الكرة يمرون يمرون بحالة فقدان ثقه ومن أعراضها الإخفاق فى تسجيل الأهداف من الفرص السهلة، مبررا ذلك بالضغوط النفسية والعصبية التى يتعرضون لها، وحاجتهم إلى مساعدة طبية نفسية، غير أن ميسي يعد حالة استثنائية، فهو شخصية متواضعة، ولا يعتقد أنه أفضل لاعب، ويعتقد ان عليه أن يفعل المزيد".

ونحن يعوزنا المنهج العلمى فى معالجة الظواهر الغريبة كأضاعة الفرص السهلة أمام المرمى، ونقف أمامها حائرين وعاجزين، وأسهل ما نفعله هو تفسيرها بسوء الحظ وعدم التوفيق، وربما نرجعها لأسباب غيبية كالحسد والأعمال السفلية والسحر والشعوذة وفقا لثقافة الاعتقاد بالخرافة !

وقد نطالب اللاعبين الذين يهدرون الفرص السهلة أن يكونوا رجالا ويتحملوا المسؤولية، والا يضعوا الفرص، فتكون النتيجة، زيادة الضغوط النفسية عليهم، فى وقت هم أحوج ما يكونوا فيه لمساعدة وعلاج واستشفاء نفسي، وفق المنهج العلمى.

ونحن وبكل اسف مازلنا نعتمد على ثقافة المدربين الشخصية فى التعامل مع اللاعبين نفسيا وحل مثل هذه المشكلات.
والمشكلة انه ليس كل المدربين لديهم إلمام بمبادئ الطب النفسي الرياضى، ويتعاملون مع اللاعبين وفق خبراتهم الشخصية بالناحية النفسية، وهو ما قد يفاقم المشكلة، ويزيد الطين بله، لأن خبراتهم الشخصية فى مجال الطب النفسي، لا تزيد عن خبرات "حلاقين الصحة" فى المجتمعات البدائية !

ترى متى يدخل الطب النفسي الخدمة فى المنظومة الكروية المصرية؟