د. طارق الأدور يكتب: الحل الأمثل لعودة الجماهير إلي ملاعب كرة القدم

الأحد 08/سبتمبر/2019 - 12:56 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
عندما توقفت الكرة المصرية في أعقاب أحداث بورسعيد عام 2012، وعاد بعدها النشاط الكروي خلف ابواب مغلقة، خرجت الجماهير بشعار نشرته في كل مكان بعنوان " الكورة للجماهير".



وهي مقولة صحيحة تماما ولكن بشرط ان تكون تلك الجماهير واعية ومنضبطة، وليس تلك الجماهير التي تسببت وتتسبب في تحول قدسية ملاعب الرياضة السامية إلى ساحات قتال، أو إلى ساحات للسباب أو الهتافات السياسية.


والحقيقة أن أحداث بورسعيد 2012 والتي نريد أن تمحى تماما من ذاكرتنا، خلفت وراءها الكثير من المشاكل التي حالت دون تواجد الجماهير بشكل كامل قرابة الثمان سنوات الآن، ولكن الحقيقة الأهم أننا لم نعمل جيدا على وضع الجماهير ضمن أولويات الرياضة أسوة بما يحدث ونتابعه يوميا على الشاشات في أوروبا.



ففي المسابقات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا التي تعتبر البطولة الإقتصادية والتسويقية الأولى في العالم، يعتبر التواجد الجماهيري عنصرا أساسيا لا يقل عن التابلوه الفني للفريقين المتباريين في الملعب أو حكام المباراة أو النقل التليفزيزني أو ربما أهم من كل هذا وذاك.


وأقدم اليوم الدواء السادس في روشتة علاج الكرة المصرية وهو الجمهور، بعد أن تحدثت من قبل عن 5 عوامل أخرى هي تأسيس دوري قوي محترف، وإتحاد يدير الكرة بطريقة إحتراقية ولا يعرف الألوان، ولوائح صارمة تطبق على الكبار والصغار، ومدارس كروية تبحث عن المواهب في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة، وتشكيل رابطة للأندية المحترفة تدير المسابقات بالإحترافية التي تدار بها أكبر مسابقات العالم.


ودون إلتفاف حول الحقائق، يجب أولا أن نعترف أننا لم نعمل بصدق أو بجد أو بإحترافية في ملف إعادة الجماهير للملاعب بالشكل الطبيعي الذي كنا عليه أو مثلما نشاهد في البطولات الأوروبية التي تجعل فيها الجماهير للكرة متعة خاصة بهتافاتها وكرنفالاتها في المدرجات، مثلما فعلت إنجلترا مثلا في هذا الملف الشائك الذي حول جماهير إنجليزية كانت تعرف بالهوليجانز المشاغبين إلى تلك التابلوهات الجميلة للجماهير، وإلى هذا الشكل الرائع الذي نشاهده الآن.


وجد المسؤولون في أوروبا بأن قرار الفيفا بمنع وجود أسوار حديدية في الملاعب تؤدي إلى كوارت مثلما حدث في ستاد هيسيل في بلجيكا في نهائي دوري الأبطال الأوروبي عام 1985، أمرا هاما بجانب أن هذه الأسوار تجعل الملعب يبدو كالسجن، لذلك قررا إلغاء الأسوار تماما، بل وإلغاء المضمار حول الملعب حتى يكون الجمهور أقرب إلى الملعب ويزيد المشهد إثارة، وأصبح المشجع على مقربة من اللاعبين ويستطيع لمسهم من خارج الخطوط، دون أن تقع مشكلة واحدة.


في تلك الملاعب وضعت الضوابط بدقة وبأساليب سهلة تضمن أمن المباراة دون أن يشعر المشجع بالضيق أو الضجر من التفتيش أو الإجراءات المشددة.


بعد 8 سنوات من واقعة بورسعيد عقدت المؤتمرات والندوات التي تبحث حلا لغياب الجماهير دون أن نخرج منها بأي شيء إيجابي يعيد الجماهير بشكل كامل وغير مشروط مع أن الحل حددناها من قبل في عدد قليل من الضوابط أولها إيجاد أبواب واسعة ومفتوحة غير محاطة بأسلاك أو أسوار لتضمن تدفق الجماهير بسلام، وتواجد أجهزة الكشف عن المعادن على الأبواب، وترقيم التذاكر كما فعلنا في كأس الأمم، وكاميرات داخلية تراقب المخالفين ثم والأهم هو قوانين صارمة تطبق على غير الملتزمين أو من يريدون أن يحولوا الملعب إلى ساحات أخرى للعراك.


وحتى بعد نجاح تجربة كأس الأمم في الدخول المنظم، وإن كان لغير جماهير كرة القدم الحقيقية، فإننا عدنا بعدها إلى نقطة الصفر، وأقيم لقاء القمة الأخير بتواجد 30 فردا في برج العرب، لنبدأ من جديد رحلة جديدة للبحث عن الجماهير....ولكن إلى متى؟؟؟