طارق الأدور: " نقمة" الأهلي والزمالك.. ارحمونا

الخميس 26/سبتمبر/2019 - 02:36 م
كتب: طارق الأدور
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
ربما يظن البعض من الوهلة الأولي ومن العنوان أنني أتحدث عن القضاء على ناديي الأهلي والزمالك، وهما قطبا الكرة المصرية ومصدر تمويلها بالنجوم في مختلف اللعبات التي حققت لمصر العديد من الإنجازات.



وبالطبع ليس هذا هو المقصود، وإنما أقصد ألا تكون المنافسة التقليدية بين الأهلي والزمالك وجماهيرهما سببا في عدم معاقبة المخطئ، أو أن يتم التوازن في القرارات من أجل عدم إغضاب أحد الطرفين.



والحقيقة أن إدخال الأهلي والزمالك طرفا في أي نزاع، أو إتخاذ القرارات التي لا تحقق العدالة من أجل التوازن بين الطرفين تسببت في العديد من المشاكل والأزمات للكرة المصرية عبر التاريخ وكانت مرضا مزمنا يحتاج إلى علاج عاجل في روشتة عودة الكرة المصرية وهو الدواء التاسع الذي أقدمه في الروشتة المتكاملة لعلاج الكرة المصرية وعودتها إلى مكانتها.




بعد أن تناولت من قبل 8 عوامل أخرى هي تأسيس دوري قوي محترف، وإتحاد يدير الكرة بطريقة إحتراقية ولا يعرف الإنتماءات، ولوائح صارمة تطبق على الكبار والصغار، ومدارس كروية تبحث عن المواهب في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة، وتشكيل رابطة للأندية المحترفة تدير المسابقات بالإحترافية التي تدار بها أكبر مسابقات العالم، والحضور الجماهيري الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من نجاح المنظومة، وإعادة تهيئة الملاعب بشكل يجذب الجماهير والرعاة، والتحلي بأخلاق الرياضة.



والحقيقة أن أزمة الصراع التقليدي بين الأهلي والزمالك تغلغلت في الكرة المصرية وبدلا من أن تكون دافعا للتقدم والمنافسة الشريفة أصبحت وسيلة للصراع وإشعال الفتنة والسباب المتبادل وفقدان العدالة والروح الرياضية.



الأهلي والزمالك إعتادا أن يكون على رأسهما ريشة خشية بطش المسئولين فيهما بإتحاد الكرة، أو خشية جماهيرهما العريضة، رغم أن هناك أندية عديدة في العالم مثل ريال مدريد أو برشلونة أو يوفنتوس أو بايرن ميونيخ وغيرها توقع عليها العقوبات بشكل عادل أسوة بباقي الأندية إذا وقعت في الخطأ.



هل تتذكرون أن نادي يوفنتوس مثلا هبط إلى القسم الثاني في إيطاليا في قضية المراهنات الشهيرة رغم جماهيريته العريضة في العالم، ونفس الحال مارسيليا الفرنسي الذي كان بطلا لأوروبا وهبط لعامين متتاليين ولم يعبأ الإتحاد الفرنسي بجماهيريته العريضة.


وهل تذكرون واقعة إستبعاد ريال مدريد الملكي بكل شعبيته من كأس الملك في أسبانيا عام 2016 لإشراك شيرشيف الموقوف ولم يتحدث أحد أو يدافع عن الخطأ.


ولكن في مصر ماذا يحدث، الأهلي والزمالك وبخاصة الأخير إنسحبا مرات ومرات من الدوري ولم يجرؤ إتحاد على إتخاذ قرار هبوطهما المنصوص عليه في لوائحنا.



وإذا إرتكب لاعب من الفريقين فعلا مشينا مع حكم أو لاعب منافس مثلا، فلن تطبق اللوائح على لاعبي الفريقين، لأن المسئولين وقتها سيستشهدون بوقائع سابقة قبلها بسنوات لم تطبق فيها اللوائح على الفريق المنافس وتظل الدائرة تدور بمبدأ "إشمعنى".



الأدهى من ذلك أن مسئولي الناديين أصبحوا يطالبون أعضائهما في إتحاد الكرة بالدفاع عن أنديتهم التي ينتمون إليها عاطل على باطل، دون تنفيذ القوانين واللوائح التي تطبق في هذه الحالة على الغلابة فقط، فالمطلوب مثلا من حازم إمام أن يدافع عن الزمالك فقط حتى لو دون وجه حق، وشوبير عليه أن يدافع عن الأهلي حتى في الباطل وإلا تعرضا لبطش الجماهير وربما الشطب من انديتهم التي أعطوا لها سنوات من عمرهم.



هكذا تحول صراع الكبيرين في الكثير من الأحيان إلى نقمة نعاني منها، ولكن هل حان وقت العدالة دون النظر لأسماء ؟؟؟!!!
[email protected]