طارق الأدور: الجاهلون يحكمون الكرة المصرية

الأحد 29/سبتمبر/2019 - 04:10 م
كتب: طارق الأدور
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
لوائح البطولات التي تشارك فيها الأندية والمنتخبات في لعبة كرة القدم معروفة ومدروسة تماما من الأجهزة الإدارية، في كل دول العالم الكبري، بحيث لا تحدث الأخطاء إلا نادرا، وتكون الأمور واضحة تماما أمام الرأي العام بحيث لا يحدث أي لبس عند إتخاذ أي قرار ضد ناد أو إتحاد من جانب اي جهة دولية.


و العكس تماما عندنا في مصر سواء في الأندية أو المنتخبات، الإداريين يجهلون اللوائح ولا أبالغ إذا قلت ان الجهل باللوائح يمتد إلى رؤساء الأندية والإتحادات، وتتضح الأمور عندما يقع المحظور وتقع منتخباتنا وأنديتنا تحت طائلة العقوبات.


الإلمام باللوائح والقوانين عنصرا هاما لنجاح منظومة كرة القدم وهو الدواء العاشر والأخير الذي أقدمه في الروشتة المتكاملة لعلاج الكرة المصرية وعودتها إلى مكانتها بعد أن تناولت من قبل 9 عوامل أخرى هي تأسيس دوري قوي محترف، وإتحاد يدير الكرة بطريقة إحتراقية ولا يعرف الإنتماءات، ولوائح صارمة تطبق على الكبار والصغار، ومدارس كروية تبحث عن المواهب في القرى والنجوع والأماكن الفقيرة، وتشكيل رابطة للأندية المحترفة تدير المسابقات بالإحترافية التي تدار بها أكبر مسابقات العالم، والحضور الجماهيري الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من نجاح المنظومة، وإعادة تهيئة الملاعب بشكل يجذب الجماهير والرعاة، والتحلي بأخلاق الرياضة والقضاء على نغمة التوازن بين الأهلي والزمالك والتي تضلل إتخاذ القرارت العادلة.


والجهل باللوائح هو آفة من آفات الكرة المصرية وتظهر دائما عندما يكون الأمر خاصا بأي جهة دولية لأن اللوائح الداخلية عندنا عرضة للتعديل على الكيف وتحت أي ضغوط وبخاصة إذا جاءت من جانب أصحاب السطوة، ولكن عند الإصطدام بالجهات الخارجية فإن الأمر مختلف تماما لأن أحدا مهما كانت سطوته لن يستطيع ان يعدل أو يغير تلك القرارات.


وسأذكر هنا مثالا للجهل باللوائح الذي تسبب في أزمات للكرة المصرية بما قام به التليفزيون المصري بنقل مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم 2014 بدعم وقتها من إتحاد الكرة، رغم عدم وجود حقوق للبث، وظنت تلك الجهات وقتها أن الأمر يمكن أن يكون بالفتونة أو الصوت العالي أو التحدي كما يحدث في مواقف عديدة في الداخل في الدوري المصري مثلا، وكانت نتيجة الجهل باللوائح أن تحملت مصر مبلغ 40 مليون جنيه غرامة للفيفا على بث 90 دقيقة دون وجه حق، وبالطبع لم يجهد أحد نفسه في قراءة لوائح الفيفا في حالة مخالفة قواعد حقوق البث.


الأمثلة كثيرة لذلك ولا زلنا ندفع الاف الدولات بل الملايين نتيجة عدم قراءة اللوائح.


ذات مرة كنت أتحدث مع الجهاز الإداري لأحد الفرق المشاركة في بطولات أفريقيا للأندية حول أحد النقاط الموجودة بوضوح في اللوائح ووقتها أبرزت لهم أن اللوائح واضحة وصريحة في تلك النقطة، وفي اليوم التالي وجدتهم يخالفون اللوائح ويحملون ناديهم غرامة قدرها نحو 2 مليون جنيه، وإكتشفت وقتها ان أحدا لم يجهد نفسه بقراءة اللائحة المتوفرة لدى كل ناد يشارك باللغتين الإنجليزية والفرنسية.


قد يعتقد بعض المسئولين عندنا أن اللوائح الدولية تدار كما تدار الكرة عندنا في المسابقات المحلية التي تكون فيها اللوائح مطاطية وتسمح بالبلطجة لكسرها ولكن بالطبع هذا لن يحدث.

لقد قمت بكتابة روشتة علاج الكرة المصرية وش وظهر وفعلت ما بوسعي على نهج حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"، وانا حاولت بقلمي، فإما أن يحصل المريض على الدواء وتشفى الكرة المصرية، أو يكون في الدواء "سم قاتل" ونظل كما نحن أو تزداد الكرة المصرية مرضا !!!


[email protected]