د. طارق الأدور يكتب عن: الزمالك.. وأزمة الجهل باللوائح

الإثنين 07/أكتوبر/2019 - 02:24 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
كتبت تحت عنوان "ثقافة اللوائح" ضمن روشتة علاج الكرة المصرية قبل أيام من أزمة مباراة الزمالك وجنراسيون فوت في دوري أبطال أفريقيا، ولم أكن أدري أن ما كتبت عنه حول جهل المسئولين بلوائح البطولات سيتحقق فعليا في قضية بسيطة كان يمكن حلها لو كان هؤلاء ملمين بلوائح البطولات.



وبداية يجب أن يدرك الجميع أننا كمصريين نتعاطف مع الزمالك كفريق مصري ومع قرار صعوده إلى دوري المجموعات، ولكن عندما يصطدم الأمر باللوائح تتلاشى العاطفة وتصبح الكلمة العليا لتطبيق القانون واللوائح.


وفي الفترة التي تبعت إنسحاب جنراسيون فوت من مباراة العودة أمام الزمالك إزدادت الإجتهادات حول القرار النهائي للكاف والذي يعلن 8 أكتوبر قبل يوم واحد من موعد إجراء قرعة دوري المجموعات الذي تقسم فيه الفرق ال 16 الصاعدة إلى 4 مجموعات.



وكان القرار الأقرب للكاف في اليوم التالي لواقعة الإنسحاب هو إقامة المباراة بين الفريقين، وليس إعادتها كما يردد البعض لأن المباراة لم تلعب من الأساس ولم يحضر الفريق السنغالي للملعب، وكان التفكير في أن تعاد المباراة قبل تاريخ 9 أكتوبر حتى يتسنى تحديد الفريق الفائز الذي يتاهل لدوري الأبطال، والخاسر الذي يتحول إلى الكأس الكونفيدرالية، ولكن هذا القرار كان يستوجب إتخاذه بالتمرير بين اعضاء المكتب النتفيذي ولجنة بطولات الأندية، ونظرا لأهمية القرار وضرورة إتخاذه خلال إجتماع رسمي، تأجل إلى 8 أكتوبر، وهو الموعد الذي يتواجد فيه أعضاء المكتب التنفيذي لحضور قرعة المجموعات. وتحولت الأزمة إيذاء تأخير موعد إتخاذ القرار إلى تراجع فكرة إقامة المباراة لعدم وجود وقت بين موعد إتخاذ القرار وإجراء القرعة وبخاصة أن الإقتراح الذي تقدم به بعض أعضاء المكتب التنفيذي بترك مقعد للصاعد من دوري الأبطال بين الفريقين وآخر للخاسر المتجه إلى الكونفيدرالية لا يمكن تحقيقه نظرا لإختلاف المستوى الذي يلعب فيه الفائز والمهزوم.



فلو صعد الزمالك سيكون في المستوى الثاني نظرا لأنه يحتل المركز الخامس بين 16 فريقا، بينما إذا صعد جنراسيون فإنه سيكون في المستوى الرابع والأخير نظرا لأنه لا يمتلك أي نقطة من مشاركاته في السنوات الخمس الخيرة كما تنص اللائحة.
ومن هنا تلاشت فكرة إعادة إقامة المباراة حتى عندما إقترح بعض الأعضاء فكرة إجراء قرعتين إحداهما في حالة فوز الزمالك لاحقا والأخرى في حالة صعود الفريق السنغالي.



وبذلك تبقى امام اللجنة حلان الأول هو إعتماد فوز الزمالك وصعودة لدوري المجموعات والسماح لجنراسيون باللعب في الكونفيدرالية وعدم إعتباره منسحبا، لأن إعتباره منسحبا يعني إستبعاد الفريق وإيقافه لعامين قادمين عن المشاركة القارية، ويستند هذا القرار إلى خطاب الإتحاد الأفريقي الموجه للزمالك بالموافقة على تعديل ملعب المباراة بدليل توجه حكام المباراة والمراقب إلى برج العرب في الموعد الذي أقر به الكاف ثم إطلاقه لصافرة فوز الزمالك.
أما الحل الثاني فهو صعود جنراسيون وهو القرار الذي تمت مناقشة أبعاده طوال الفترة الماضية من جانب أعضاء المكتب التنفيذي بإعتبار أن الحالة التي تطلبت تعديل موعد المباراة ومكان إقامتها لا تندرج تحت حالات الضرورة القصوى المنصوص عليها في اللوائح بدليل إقامة مباريات في الدوري ومباريات أفريقية في نفس تلك الأيام، بجانب بعض التسريبات التي تقول أن الزمالك طلب من الأمن تعديل موعد المباراة حتى لا تقام في نفس يوم مباراة الأهلي الأفريقية، بجانب مطالبة جنراسيون بالتحقيق في خطاب الكاف للزمالك وأنه خطاب باطل لأنه لم يستند للوائح، وهنا يتأكد ما ناديت به من ضرورة التحلي بثقافة اللوائح بدلا من سياسة لي الذراع التي ننتهجها وقد تكون سببا في إقصاء الزمالك.