د. طارق الأدور يكتب: قمة المهزلة.. ولجنة الجنايني دفعت الثمن

الخميس 24/أكتوبر/2019 - 12:08 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
"ما بني على باطل فهو باطل"، هذا هو ملخص ما حدث في أعقاب تأجيل مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وما إستتبعها من قرارات أدت في النهاية إلى تأجيل الدوري إلى ما بعد كأس الأمم الأفريقية للشباب، في مشهد أراه ضربة مبكرة للجنة الخماسية التي تدير اللعبة، والتي كنا نفترض فيها أن تكون صارمة لأنها بلا مصالح أو أطماع إنتخابية جديدة.


ولكنها للأسف إنصاعت في النهاية للصوت العالي والقوة الجماهيرية فخرجت بالقرار الأسوأ عامة في مجال الرياضة وهو التأجيل.


هذا الأسلوب كانت تنتهجه الإتحادات المتتالية التي تولت إدارة الكرة المصرية، فكلما ضاق الخناق وعلت الأصوات وإرتفعت الخلافات وأصبح لزاما على تلك الإتحادات تطبيق اللوائح، يتم التراجع وإتخاذ القرار الأسهل والذي يرضي جميع الأطراف وهو التأجيل الذي يؤدي في النهاية إلى الشكل السئ لبطولة الدوري وإمتداد برنامجها إلى بداية الموسم التالي كما حدث في الموسم الماضي.


إنظروا إلى ما حدث في الموسم الماضي من تأجيلات بالجملة في بداية الموسم للأهلي، ثم بعد ذلك تأجيل مباريات للزمالك في ختام الموسم وقضية مباراة الأهلي وبيراميدز التي إمتدت طوال الموسم، في كل مرة كان يحدث الخلاف كان إتحاد الكرة أضعف من الأندية وكان الحل الوحيد لإرضاء الجميع هو التأجيل.


ولكن مع إنطلاق هذا الموسم بإدارة للجنة المؤقتة، كان يفترض فيها ان تعيد الهيبة لإدارة اللعبة وأن تكون قراراتها نافذة على الجميع بحكم إستقلاليتها وعدم إرتباطها بسداد فواتير إنتخابية سابقة أو لاحقة، ولكن عادت ريما لعادتها القديمة وعادت الأندية أقوى من الإتحاد في وضعية معكوسة للنظام الرياضي في أي مكان.



والحقيقة أن قضية مباراة القمة الأخيرة أبرزت سلبيات كل الأطراف بلا إستثناء وجسدت الأمراض المزمنة للكرة المصرية، بداية من قرار تأجيل المباراة الذي لقي إستياء كل أطراف المنظومة بحكم أنه عكس عدم القدرة على تنظيم مباراة واحدة كان معروفا انها ستقام بدون جمهور بسبب واهي وهو عدم صفاء العلاقة بين الناديين بعد أن ثبت لاحقا أن الأمن لم يقم بإرسال طلب تأجيل المباراة إلا بعد أن تلقى الضوء الأخضر بذلك من اللجنة المؤقتة.



لم نستطع إقامة مباراة بدون جماهير، فكيف بنا إذن أن نطالب بعودة الجماهير بعد 8 سنوات كانت المدرجات خلالها صامتة صمت القبور؟ هذا هو الإنطباع الأول للشارع.

الخطأ الثاني كان في إختلال جدول المباريات كما يحدث كل موسم ونحن قد عقدنا العزم على أن نضع نقطة بعد كل الماضي الأليم ونبدأ من أول السطر وفي صفحة جديدة عنوانها الإلتزام والإنضباط.

بعد ذلك جاءت الحلقة الثالثة للأزمة برفض الأهلي خوض أي مباراة قبل لعب مباراة القمة، وعندئذ وجد إتحاد الكرة نفسه في مأزق امام عدم مصداقية قراره السابق. كيف يؤجل الإتحاد المباراة لدواعي أمنية ثم يقيمها بعدها بايام قليلة، ماذا جد في الشارع الكروي لتحقيق ذلك.

عندما قرر الإتحاد إقامة مباراة الأهلي والجونة لم يكن لديه القوة ولا الصرامة على الأهلي الذي أعلن عدم لعب المباراة تحت أي ظروف، وبالتالي لم تكن لديه القوة على تنفيذ قرارات الإنسحاب على الأهلي.

عاد الإتحاد إلى القرار السحري في مثل هذه الحالات، القرار الدائم عندما يصطدم بالكبار وهو التأجيل ثم الأهم وهو وضع لقاء القمة في ختام الدور الأول كما كان يقام في المواسم السابقة بعيدا عن الترتيب الذي تحكمه القرعة في بداية كل موسم والذي يجب ألا يضع ريشة على رأس الأهلي والزمالك بعد أن وضعتهما تلك القرعة في الأسبوع الرابع وهو تحد صارخ جديد للوائح..... في النهاية أخطأ الجميع فخرجنا بالقرار "المهلبية"