د. طارق الأدور يكتب: شارة الكابتن وانتهاك القواعد من أجل صلاح

الإثنين 28/أكتوبر/2019 - 04:41 م
كتب: طارق الأدور
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
لا يوجد داخل مصر من لا يحب نجم الكرة الأول محمد صلاح، ويتمنى أن يستمر في مسيرته الناجحة التي تضع مصر في مكانة طيبة عالميا، ويكفي ما فعله اللاعب لرفع إسم وعلم مصر في ملاعب العالم وكم العشق الذي يكنه له جمهور الكرة في كل مكان.



ما فعله صلاح يفوق ما تفعله هيئة تنشيط السياحة والإعلام في مصر طوال سنوات، لذلك لا أريدكم أن تظنوا للحظة أن كلماتي ضد نجم مصر الكبير.


ولكن كل هذا الحب والعشق لا يعني أن تكسر القواعد الموجودة في كل أنحاء العالم من أجل محمد صلاح في أزمة شارة كابتن المنتخب.


صلاح منح شارة الكابتن نظريا رغم غيابه عن المعسكر الأخير للمنتخب، مما اغضب احمد فتحي كابتن منتخب مصر الحالي، فعاد الجهاز مرة أخرى في قراره وتقرر أن تبقى مع الكابتن الذي يستحقها بالأقدمية كما يجري في كل فرق العالم.


لا أدري كيف يخطئ حسام البدري هذا الخطأ، وهو يبدأ مشواره مع منتخب مصر لإستعادة هيبة الكرة المصرية قاريا ودوليا ويحاول أن يسترضي صلاح بشارة الكابتن بعد أزمة عدم وصول صوت مصر في إستفتاء الفيفا لأحسن لاعب في العالم والذي إحتل فيه صلاح المركز الرابع.


نعم كان هناك خطأ إداريا جسيما في عدم وصول صوت المدير الفني لمنتخب مصر وكابتن الفريق، ولكن ذلك لايعني أن تنكسر قواعد الأقدمية من أجل أي لاعب مهما علا شأنه ونحن جميعا نحب صلاح ونتمنى له إستئناف مسيرته الناجحة تجاه مكانته ليكون أعظم لاعب على الإطلاق في تاريخ الكرة المصرية.


وأتحدث اليوم عن قضية شائكة، يشهد التاريخ على أنها من القضايا التي تسببت في العديد من المشاكل والأزمات سواء في الأندية أو المنتخبات، ورغم ذلك تجدد الوقوع فيها مرة أخرى في منتخب مصر وسأذكر هنا واقعتين إحداهما محلية والأخرى دولية للاعبين من أبرز نجوم الكرة محليا ودوليا.


محليا كان الأهلي في مطلع الثمانينات يضم نجما لا يشق له غبار هو محمود الخطيب رئيس النادي الحالي، كان الخطيب في ذلك الوقت محبوبا من الجميع، الزملاء ولاعبي الأندية الأخرى والإعلام وكل المحيطين مما يضعه حتى كتابة تلك السطور ضمن أساطير الكرة المصرية، ووقتها كان يقود النادي تدريبيا المجري كالوتشاي الذي خلف مواطنه الأسطورة هيديكوتي قائد جيل التلامذة وقتها الذي كان يضم بجانب الخطيب، مصطفى عبده وزيزو وشريف عبد المنعم ومصطفى يونس واحمد عبد الباقي وفتحي مبروك وصفوت عبد الحليم ومحسن صالح ومختار مختار وغيرهم، ووجد كالوتشاي أن الخطيب بهذا الحب يستحق شارة الكابتن بحكم أنه قائد محبوب رغم أنه لم يكن الأقدم.

دبت المشاكل في الفريق ولم تنتهي إلا بعودة الشارة للأقدم حتى وصلت للخطيب في الوقت المناسب والذي كان فيه فعليا الأقدم والأحق بها، وإستمر الأمر هكذا حتى هذه الأيام التي وجدنا فيها الكابتن يحمل الكأس حتى لو كان خارج الملعب مثلما حدث مع متعب قبل إعتزاله في السوبر المصري وكأس مصر عندما أهدى الكأس لحسام غالي الذي كان فعليا في الملعب.

ودوليا منح المخضرم سيزار مينوتي المدير الفني للأرجنتين لمارادونا في كأس العالم 1982 بوجود باساريللا الكابتن الحقيقي الذي حمل كأس العالم قبلها بأربع سنوات في بلاده فإحتدمت الأزمات حتى ولو من تحت الرماد وقدمت الأرجنتين أسوأ بطولة لها، ولكن بعد سنوات عادت الشارة لمارادونا عندما كان فعليا الأقدم وحمل كأس العالم في المكسيك 1986 ولكن هذه المرة عن إستحقاق.


صلاح سيكون خلال شهور الأقدم فعليا في المنتخب والحامل الرسمي للشارة عن جدارة وإستحقاق، وعندئذ سيكون القائد الحقيقي بدون اللغط الذي سببه القرار السابق بمنحه الشارة قبل الأوان.

[email protected]