د. طارق الأدور يكتب: لهذه الأسباب سقط منتخب البدري ونجح غريب

الخميس 21/نوفمبر/2019 - 01:25 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
لا أؤيد إلقاء كل اللوم على حسام البدري المدير الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، بعد الأداء السلبي الذي يصل إلى درجة المذرية في 4 مباريات، نصفها ودي والنصف الآخر رسمي، وإنتهي نهاية سلبية مع مجموعة من أضعف منتخبات القارة.


وهنا أريد الوصول إلى كل العوامل التي أدت إلى هذا التراجع الشديد الذي وصل بالمنتخب إلى إحتلال المركز الثالث في مجموعة تضم منتخبات كينيا وجزر القمر وتوجو بعد جولتين إنتهتا بتعادليه مع كينيا ثم جزر القمر قبل توقف التصفيات لمدة 10 شهور كاملة عندما تستأنف الجولة الثالثة في سبتمبر 2020 دون إغفال عنصر واحد له دور في حالة الإحباط التي إنتابت مشجعي مصر، من مشاهدة فريقهم نحو هدفه في المونديال وكأس الأمم.



بداية يجب هنا أن نذكر أن المقارنة بين المنتخب الأوليمبي الذي تأهل لإولمبياد طوكيو بأربعة إنتصارات متتالية وتأهل لنهائي بطولة أفريقيا تحت 23 سنة، والمنتخب الأول هو أهم الأسباب الرئيسية للغضب العارم من الجماهير على المنتخب الأول، وبخاصة عنصر الروح القتالية التي يؤدي بها الأوليمبي كل مبارياته مقابل تخاذل وبرود شديد للكبار.



بداية لا يمكننا أن نبرئ البدري من المسئولية الفنية والنفسية ولكننا في المقابل لايمكن أن نبرئ اللاعبين وهم الآلة الأساسية للفريق ولا يمكن أيضا أن نبرئ إتحاد الكرة الذي يقود السفينة الآن.
أخطاء البدري تتلخص في 5 نقاط رئيسية هي إختياراته والتشكيل الأساسي، وطريقة اللعب، وأسلوب الأداء، وعدم خلق دوافع لدي اللاعبين، وأزمة شارة الكابتن التي فجرها دون داع، بينما تتلخص اخطاء اللاعبين في عدم شعورهم بقيمة قميص المنتخب وعدم سعيهم للحفاظ على المكانة التي وصلوا لها وعدم تحملهم للمسئولية، ثم يأتي دور الإتحاد الذي أجل مسابقة الدوري في وقت حرج للغاية من بداية الموسم، وتسبب في أزمة بيراميدز الذي طالب بحقه في ترتيب مباريات الدوري، وأخيرا ياتي دور القدر الذي حرم المنتخب من نجمه الأول محمد صلاح الذي ثبت بالدليل القاطع أنه يمثل أكثر من نصف الفريق.



بداية وقع البدري في بعض الأخطاء ومنها إختيارات التشكيل الذي إفتقد للخبرات والقدرات الخاصة بحكم أن الكثير من المنضمين للمنتخب لم يخوضوا سوى عدد قليل من المباريات لا يتعدى أطابع اليد الواحدة، ثم عاد البدري وبدأ المباراتين الرسميتين بتشكيلتين إفتقدتا الإنسجام تماما، وكأن كل لاعب منهم يرى زميله لأول مرة.


البدري طبق طريقة 4-2-3-1 وهي التي كان من أوائل المصريين الذين طبقوها حين كان مديرا فنيا للأهلي منذ عشر سنوات بعد الولاية الثانية لجوزيه وبالتالي فهو من المقتنعين تماما بها، ولكنها للأسف لم تكن الأصلح للمنتخب حاليا في ظل الغيابات بدليل أنها خلقت ثغرات كثيرة في الخط الخلفي كادت أن تتسبب في خسارة المنتخب لمباراتيه أمام كينيا وجزر القمر المتواضعين، كما أن المنتخب لم يشكل أي ضغط على المنافسين وتلك النقطة بالذات اصبحت من أساسيات الكرة الآن.


لم يستطع البدري خلق أي دوافع للاعبين وهي نقطة أساسية تخرج منهم الطاقات، فظهروا بدون أي روح قتالية، وأخيرا جاءت أزمة الشارة التي أعلن البدري أنه سيمنحها لصلاح وأدت إلى غضب كل من هم أقدم منه.



دور اللاعبين لا يقل أثرا عن دور البدري لأنهم الأدوات المنفذة، ولكن للأسف لم يكونوا أهلا للمسئولية في كل المباريات ولم يرتفعوا لمستوى الأحداث. ويبدو أن ما يأتي سهلا يذهب سهلا لأن أغلب هؤلاء اللاعبين لم يقدروا حجم ما كان يعانيه السابقون لإرتداء قميص المنتخب.
إتحاد الكرة أجل الدوري بعد أن لعبت الفرق الكبرى التي تضم الدوليين 3 أو 4 مباريات فقط وبالتالي فتلك الفترة هي التي يبني فيها اللاعب الحمل التدريبي للموسم كله ومن ثم ظهروا بعدين تماما عن مجاراة الأفارقة، كما تسبب الإتحاد في أزمة بيراميدز التي حرمت المنتخب من 7 لاعبين مهمين لأنه كسابقيه لم يتوخ العدالة في جدول الدوري فتسبب في قرار البدري الذي أؤيده تماما ليعود الإنضباط. تلك هي كل الأسباب، فهل من علاج !!!