د. طارق الأدور يكتب: أسرار سقوط الزمالك

الخميس 05/ديسمبر/2019 - 02:13 م
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
الزمالك إسم كبير في عالم الكرة المصرية ، بل وفي الرياضة المصرية بشكل عام، بما قدمه من نجوم على مر السنين في كل اللعبات ساهموا بشكل إيجابي مع المنتخبات الوطنية المختلفة ، لذلك فإن الجماهير المصرية بكل إنتمائها لا تشعر بالسعادة إذا تراجع عن المنافسة ولم يتواجد بين الكبار بسبب بعض الأخطاء المتكررة.

,من المؤلم أن ترى فريقا بحجم نادي الزمالك من المفترض أن تراه سنويا على منصة التتويج في هذا الوضع الحرج وحالة عدم الإستقرار التي يمر به شبه سنويا في الفترة الأخيرة مما يضيع عليه العديد من الألقاب وآخرها بطولة الدوري العام الماضي التي كانت هدية غالية من الفريق للنادي الأهلي بسبب الأخطاء الإدارية والفنية الجسيمة.

وقد تكلمنا كثيرا في السنوات الأخيرة عن أسباب متكررة تضيع الألقاب لفريق يمثل أحد قطبي الكرة المصرية وبالتالي يجب أن يكون دائما على منصات التتويج. فليس معقولا ضمن الأسباب الأساسية أن يكون تغيير المدربين هكذا حتى أصبح المدير الفني الفرنسي الجديد باتريس كارتيرون هو رقم 27 الذي يدير الزمالك منذ موسم 2014-2015 الذي جمع الزمالك خلاله بين الدوري والكأس وفي فترة كان يفترض ان يتسيدها الزمالك أسوة بما فعل الأهلي في العقد الأول من هذا القرن.

وكان من أضرار تلك التغييرات مثلا ضياع الدوري في الموسم الماضي عندما رحل كريستيان جروس الذي قاد الزمالك عبر موسم كامل في آخر 3 مباريات ضاع خلالها الدوري.

نعم كانت هناك مجموعة من الأخطاء للمدير الفني رقم 26 الصربي ميتشو ولكن لم يكن رحيله في هذه المرحلة الحساسة هو القرار الصائب لأن تجربة النادي في السنوات الماضية أكدت أن تغييرات الأجهزة لم تأت أبدا بنتائج إيجابية على الفريق.

العنصر الثاني الذي يجعل الزمالك دائما على فوهة بركان هو التصريحات المستمرة ضد اللاعبين والتي تسببت كثيرا في توتر العلاقات بين اللاعبين والإدارة ومحاولة الكثير من النجوم الهروب من نار تلك الأحداث مثلما فعل كهربا والنجاز وفي الطريق المزيد أمثال ساسي وطارق حامد.

ولكن الجديد في الفترة الأخيرة هو الحالة المادية المفاجئة التي تمر بها قلعة الزمالك الكبرى والتي أراها غريبة وعجيبة، فمنذ أسابيع قليلة كنا نستمع بإستمرار أن خزينة الزمالك الموجودة داخل النادي عامرة بأكثر من 200 مليون جنيه، بل وكانت تلك الملايين مبررا لإدارة النادي للرد على اللجنة المالية التي أرسلتها وزارة الشباب والرياضة للتفتيش على النادي في عصر الوزير السابق خالد عبد العزيز، بل وكانت تلك الملايين من أسباب تباهي الإدارة بتحقيق الإنجازات رغم الحجز على أرصدة النادي من جانب رئيسه السابق ممدوح عباس. أين ذهبت تلك الملايين الآن بعد أن أصبحت الخزينة خاوبة ولا يوجد بها ما يمنح للاعبين مستحقاتهم المالية على مدى 4 شهور.

النقطة الهامة التي أحب ان أشير لها الآن هي ان الفريق يضم حاليا نخبة رائعة من النجوم على المستوى الفردي ولكن تلك القدرات الفردية لم تترجم إلى فريقا جماعيا قادرا على حصد البطولات وعلى رأسها بطولة الدوري المعيار الحقيقي لقوى الأندية في كل أنحاء العالم، والتي لم يحصل عليها الزمالك سوى مرة واحدة في آخر 16 سنة. وقد أشرنا مرارا على مدى السنوات الماضية أن تكوين فريق بطولات لا يعني جمع أبرز النجوم في كل المراكز لأن القاعدة الكروية تقول بإستمرار أن أفضل النجوم في كل المراكز ليس بالقطع يشكلون أقوى فريق.

تكوين فريق بطولة ينطلي أكثر على الإنسجام وحالة التناغم بين اللاعبين مثلما كان في فريق الزمالك في موسمه الذهبي 2014-2015 رغم أنه لم يكن يضم أفضل النجوم في ذلك الوقت بل كانت الروح القتالية والرغبة في الفوز لدى لاعبين أمثال كوفي وعلي جبر وحمادة طلبة ومعروف يوسف وإبراهيم صلاح كافية لتحقيق موسم تاريخي، ولكن للأسف نصف أعضاء هذا الفريق رحلوا في الموسم التالي وبدأت بعدها سياسة التغيير الكلي في الفريق كل موسم بشكل مستمر أفقد الزمالك شخصيته، هذه هي أسباب أزمة الزمالك دون مواربة !!