محمد لطفي خضر يكتب : أنت ليه أهلاوي ؟

الجمعة 08/يناير/2021 - 04:03 م
محمد لطفي خضر
محمد لطفي خضر
هل جلست قليلاً مع نفسك لكى تجيب على هذا السؤال ؟ ماذا وجدت ؟ ما الذي تبادر إلى ذهنك ؟ وما هو إحساسك تجاه ناديك الذي تعشقه ؟

سأجيب بالأصالة عن نفسي واترك الحكم لك عزيزي القارئ .

جلست كثيراً اتأمل هل عشقي للنادى الأهلى يرجع لانتصاراته العديدة على كافة المستويات المحلية والإفريقية في كرة القدم حتى أصبح نادي القرن الإفريقي ووصل لمكانة مميزة على المستوى العالمي أيضاً ، ورغم أهمية هذا السبب إلا أننى تساءلت هل تعشق الأهلي لإنتصاراته فقط وماذا عن انكساراته؟ ماذا سيكون شعورك وقتها ؟

أيقنت وقتها أن عشقي للنادي الأهلي بمثابة النهر الذي يصب فيه رافدان. الأول التمسك بالقيم والمبادئ على مر السنوات منذ نشأة النادي، والثاني الإحترافية في إدارة الأمور والسبق والريادة التي يتمتع بها النادي في في مختلف المجالات.

الرافد الأول

يرجع للنشأة الوطنية التاريخية الرائعة لهذا النادي العريق منذ عام 1907 كمقر تقام فيه الإجتماعات الوطنية والثورية وتنطلق منه المظاهرات تجاه الإحتلال الإنجليزي هذه النشأة التي ساهمت في خلق شعار ( روح الفانلة الحمراء ) التي تمثل لون الدم هذه الغيرة الشديدة على اسم ومكانة النادي والإنتماء بمنتهى القوة له واللعب بمنتهى الرجولة والإصرار والتفاني والإخلاص حتى آخر دقيقة من زمن المنافسات الرياضية.

هذا الرافد الذي جعل النادي فوق جميع أبنائه فوق أى فرد تسول له نفسه أن يُعلي من مصلحته الشخصية على مصلحة النادي.

هذا الرافد الذي جعل من رابع المستحيلات أن يتم التفكير ولو للحظة واحدة في عودة لاعب متمرد أو لاعب هرب كالجبان من بيته الذي كان سبب شهرته أو لاعب يتخيل أنه يستطيع أن يساوم النادي.

في هذا النادي العريق لا مجال للاعب المتخاذل المتهاون المستهتر. فالنادي يحرص دائماً طوال تاريخه على ضم اللاعبين الرجال المقاتلين.

في هذا النادي العريق تجد رؤسائه على مر السنين يتمتعون بالإحترام والأخلاق العالية لا مجال للتجاوز في تصريحاتهم، يتمتعون بالهدوء والتواضع وقلة التصريحات يعملون في صمت شديد ويجعلون إنجازاتهم فقط هى التي تتحدث عنهم. لا يملأون الفضائيات صراخ وعويل ولا يعيشون في مظلومية طوال الوقت.

في هذا النادي العريق تفخر بتقلد رموزه ونجومه الكبار في كرة القدم رئاسة النادي (صالح سليم ترأس النادي 16 عام – حسن حمدي ترأس النادي 12 عام – محمود الخطيب ترأس النادي منذ2017 حتى الآن ومستمر في رئاسته ) .

الرافد الثاني

الإحترافية في إدارة الأموروالريادة والسبق في جميع المجالات:-

-رائد في انشاء فروع متعددة للنادي لخدمة محبيه وعشاقه في كل مكان ( الجزيرة – مدينة نصر – الشيخ زايد – التجمع الخامس – الأقصر).

- رائد في إنشاء أكاديميات في مختلف المحافظات لإكتشاف المواهب وأيضاً السبق في إنشاء أكاديميات بالدول العربية في الإمارات والكويت.

- رائد في إنشاء مجلة خاصة بالنادي عام 1974 تُعتبر أكثر المجلات الرياضية مبيعاً.

-رائد في فكرة القائمة الموحدة في الإنتخابات لتحقيق التجانس وخلق جو صحي فى العمل وذلك فى عهد المايسترو صالح سليم .

- رائد في إنشاء رابطة مشجعين خاصة بالنادي وكان صاحب الفكرة الأستاذ خالد شاكر عام 2007.

- رائد في إنشاء قناة تليفزيونية متخصصة لنادي رياضي عام 2008 منذ افتتاحها حتى الآن لم يتم ايقاف أى برنامج من برامجها أو أحد مذيعيها وذلك يرجع لإلتزام القناة التام بالميثاق الإعلامي فلا تجد تجاوز أو لفظ خارج، وتتم استضافة النجوم المميزين المحترمين من مختلف الأندية.

- رائد في انشاء موقع إلكتروني لنادي على شبكة الإنترنت.

-رائد في فكرة انشاء رابطة الأندية المحترفة وتوزيع عوائد البث الفضائي على الأندية.

-رائد فى الوصول للعالمية ومنافسة الأندية الكبرى على مستوى العالم في الحصول على البطولات القارية حيث يأتي خلف ريال مدريد المتصدر برصيد 21 بطولة ويفصله عن الصدارة 5 بطولات قارية . بالإضافة إلى تحقيق رقم قياسي عربي وإفريقي بالوصول لكأس العالم للأندية للمرة السادسة في تاريخه.

في النهاية أرجو من الجميع أن يدركوا أن الفوز والهزيمة شئ وارد وطبيعي في عالم التنافس الرياضي في مختلف اللعبات ولكن التميز والإنفراد يأتي من التمسك بقيم ومبادئ يأتي من البحث عن النجاح بإصرار يأتي من السعى لإيجاد قيمة مختلفة للكيان برموزه برجاله ببطولاته وإحترامه لنفسه قبل الآخرين. وأرجو من الجميع أن يجعلوا من النادي الأهلي مثال للنجاح يحتذوا به.

لكل ماسبق كان وسيظل عشقي لهذا الكيان العظيم الذي يجري مجرى الدم في العروق هذا الكيان الذي يفخر عشاقه بالإنتماء إليه راسم البسمة على وجوههم دائما .