شاهد| علا عمار محاربة تحدت الظروف في الـ"كان 2019"

الأربعاء 03/يوليه/2019 - 03:02 م
كتب: محمد محمود
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
الأنظار دائما في ملاعب الكرة تتجه نحو اللاعبين، وما يحدث في المباريات من تفاصيل، الكاميرات دائما تتسلط عليهم كونهم أبطال الحدث، لكن خلف الكواليس تدور أحداث أبطالها لهم قصص ملهمة، حاربوا المستحيل، وانتصروا عليه، من بين هؤلاء المحاربة علا عمار.

علا عمار متطوعة باللجنة الإعلامية ببطولة كأس الأمم الإفريقية، توتال مصر 2019، وتؤدي بعملها استاد السلام، وهي من ذوي الاختلاف الحركي إلا أن ذلك لم يمنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي والتطوع في الكان وأداء دورها في مساعدة وتسهيل مهمة ضيوف مصر من الصحفيين والإعلاميين لأداء عملهم في تغطية أحداث البطولة من أرض الملعب.

تقول علا: "طلب مني أحد الأصدقاء ترشيح مجموعة من ذوي الهمم من أجل الانضمام للجنة المتطوعين لتنظيم البطولة، قلت ولم لا؟ ولماذا ليس أنا! لم أتردد في الموافقة على الانضمام بنفسي من أجل المساهمة في حدث كبير مثل بطولة كأس الأمم الإفريقية."

تعمل عُلا في المركز الإعلامي الموجود بملعب السلام، وتشارك بدور فعال في تسهيل مهمة الصحفيين والمصورين الراغبين في تغطية المباريات المُقامة بالملعب من خلال مساعدتهم في عملية التسجيل لحضور المباريات والمؤتمرات الصحفية ومناطق مرور اللاعبين وأيضا منح الإعلاميين التصاريح الخاصة بهم بعد عملية التسجيل بالإضافة إلى مساعدة المتواجدين منهم في المركز الإعلامي في تأمين احتياجاتهم الأساسية لإنجاز عملهم مثل توفير خدمات الإنترنت والإجابة عن كافة تساؤلاتهم واستفساراتهم التي تقع في نطاق اختصاصها.

وعما أضافته التجربة لشخصية علا تقول: أكتسب يوميا خبرات جديدة وأتعرض لمواقف مختلفة مع الصحفيين سواء كانوا مصريين أو أجانب، أتدخل لحل مشكلات مختلفة أغلبها يتعلق بتسجيل وحجز الأماكن للصحفيين نظرا لقلة المعروض في مقابل الطلب، مقصورة الصحفيين مثلا سعتها صغيرة نسبيا وكذلك مناطق مرور اللاعبين، نحاول إرضاء الجميع وفقا للقواعد المتاحة، في البداية كانوا يتذمرون ويبدون عدم رضاهم، بمرور الوقت نجحت مع زملائي في بناء ثقة متبادلة مع الضيوف، بدأوا يستوعبون الأمر ويتقبلونه، أصبح أغلبهم على قناعة بأننا ندير الأمر بشفافية ومصداقية وفقا لمبدأ الأسبقية وتكافؤ الفرص.
تضيف: "تعرفت على أشخاص جدد وكونت صداقات جديدة مع زملائي من المتطوعين وأيضا بعض الصحفيين الذين أساعدهم، التعامل مع أشخاص من جنسيات مختلفة وذوي ثقافات متنوعة يثقل من شخصيتي ومهاراتي ويجعلني أكثر مرونة وأكثر قدرة على التعامل مع أنماط متعددة من الشخصيات مما يرفع من قدرتي على اتخاذ الإجراء المناسب وفقا لطبيعة الموقف.

تقول صفية عزام المسئولة عن فريق متطوعي اللجنة الإعلامية في ملعب السلام: علا تمتلك خبرات ومهارات تؤهلها لإنجاز مهام أكبر من ذلك وأكثر تعقيدا، أعتمد عليها كثيرا في عمل المركز الإعلامي، لديها قدرة هائلة على حل المشكلات المختلفة وخاصة ما يتعلق منها بعملية التسجيل، على المستوى الإنساني علا ودودة جدا ومحبوبة بين كافة أعضاء الفريق، هي بمثابة أخت كبرى لنا جميعا ودائما تحفزنا وترفع عنا الضغط، سعيدة جدا بالعمل معها وتواجدها ضمن فريقنا.

تعتبر بطولة كأس الأمم الإفريقية توتال مصر 2019 هي التجربة التطوعية الأولى لعُلا عمّار على مستوى الأحداث الرياضية، إلا إنها تمتلك تجارب وخبرات تطوعية كثيرة في مجالات أخرى أبرزها تنظيم محاضرات وورش عمل توعوية مجانية حول ذوي الهمم وإيتيكيت التعامل معهم وتأهيلهم واحتوائهم وكيفية الاستفادة منهم ودمجهم وتنمية قدراتهم الاتصالية والمهارية المختلفة إلى جانب تقديم فيديوهات عبر منصة يوتيوب حول نفس الموضوع.

تُضيف عُلا حول مشاركتها في البطولة: "أشعر بالتقدير من الجميع، كافة الزملاء يحترمونني ويقدرون عملي وأشعر أن لي دورا أساسيا وإيجابيا وليس مجرد تواجد شكلي، الجميع يوفر لي كافة التسهيلات وسبل الراحة لأداء عملي بداية من الدخول لبوابات الاستاد وحتى وصولي إلى موقع عملي، لا أجد أدنى صعوبة في إجراءات التفتيش والدخول، دائما يتم توفير سيارة لنقلي من أمام الاستاد وحتى موقعي بالمركز الإعلامي، أشكر جميع القائمين على تنظيم البطولة على تعاونهم وروحهم الإيجابية تجاهي، وجدت أفضل مما توقعت من الجميع".

تقول الدكتورة جهاد عامر نائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس الأمم الإفريقية توتال مصر 2019 والمسئولة عن ملف المتطوعين بالكامل: للمرة الأولى في مصر تُتاح فرصة مشاركة المتطوعين من ذوي الهمم في اللجنة المنظمة وكذلك الحال بالنسبة للمتطوعين من الدول العربية والإفريقية، حرصت على مشاركتهم من البداية وتم مراعاة الإشارة إلى ذلك في استمارة التقديم الأولى التي طرحتها اللجنة المنظمة للراغبين في التطوع، فخورة بالعمل مع أبنائي من ذوي الهمم والقدرات الخاصة، هم يشاركون معنا بدور فعال كلٌ حسب قدراته ومهاراته، لدينا متطوعين من ذوي الهمم في كافة ملاعب البطولة الستة، بعضهم من ذوي الاحتياجات البصرية وبعضهم ممن يعانون صعوبة النطق بالإضافة إلى الاختلاف الحركي مثل عُلا، أبناؤنا من ذوي الهمم يضيفون إلينا ويندمجون مع غيرهم من بقية المتطوعين، جميعنا نكتسب خبرات جديدة ونستفيد من بعضنا البعض، نتكاتف جميعا من أجل تشريف مصر وإنجاح هذا الحدث الكبير.

تحكي عُلا عن موقف شخصي جمعها بالدكتورة جهاد في بداية انضمامها لمجموعة المتطوعين، عندما لاحظت الدكتورة وجودي بدأت بإلقاء مجموعة من التعليمات لبقية المتطوعين حول قواعد التعامل معي ومع الحالات المشابهة من قبيل أولوية ركوب الحافلة والنزول منها وما إلى ذلك من الإرشادات، شعرت بتقديرها الشديد لي، لم أطلب منها شيئا ولم أحاول تنبيهها حتى لوجودي. لاحظت هي وفعلت من تلقاء نفسها، أسعدني هذا الموقف كثيرا وأشكرها وأشكر جميع الزملاء والمسئولين على هذه الروح الطيبة.