هاميلتون يحطم الأرقام ويناصر القضايا الإنسانية خارجه

الإثنين 16/نوفمبر/2020 - 09:17 ص
لويس هاميلتون
لويس هاميلتون
في عام سيظل محفورا في الذاكرة بالأحداث الخاصة بأزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، أحرز البريطاني لويس هاميلتون سائق فريق مرسيدس لقبه السابع في بطولات العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات فورمولا-1 .

وعادل هاميلتون الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب العالمي والمسجل باسم الأسطورة الألماني مايكل شوماخر من خلال حصد لقب البطولة في العام الحالي ، كما برز هاميلتون أيضا بموقفه في محاربة العنصرية والمطالبة بالمساواة.

وبعد مرور السباقات الأولى من بطولة العام الحالي ، كان واضحا تماما أنها مسألة وقت حتى يحصد هاميلتون لقبه السابع في تاريخ البطولة.

وندرت الكبوات في مسيرة هاميلتون الذي اعتاد على فرض سيطرته.

وكان الألماني نيكو روزبرج هو فقط من نجح في التغلب على هاميلتون خلال مسيرته مع مرسيدس حيث تفوق على زميله في 2016 وتوج باللقب العالمي وقتها.

ولم تستطع جائحة كورونا تغيير الوضع في العام الحالي حيث واصل هاميلتون هيمنته على البطولة وتوج باللقب الغالي.

وقال هاميلتون بعدما أظهر مستواه الرائع في تركيا وأحرز اللقب العاشر له في سباقات الموسم الحالي للبطولة : "لا تستمعوا لأي شخص يقول لكم إنه لا يمكنكم تحقيق شيء. احلموا بالمستحيل... عليكم أن تطاردوا الحلم دائما ولا تستسلموا لليأس أبدا".

وقدمت الروزنامة المعدلة للبطولة ، بسبب جائحة كورونا ، تحديات جديدة للمشاركين في البطولة.

ولكن أكبر هذه التحديات كانت القيود المفروضة في "فقاعة" فورمولا-1 الصحية للحفاظ على سلامة السائقين والفرق المشاركة مع حظر الحضور الجماهيري في سباقات البطولة أيضا.

وقال هاميلتون : "لم أجازف هذا العام لأن لدي بطولة أقاتل من أجلها. هذا جعل الأمر صعبا للغاية... هذا ليس الشيء الأكثر إثارة لكنني سأعود إلى المنزل وأشاهد السباق. أصنع الذكريات ، سأنتظر حتى أكون مع عائلتي وأصدقائي وأحتفل معهم".

ورغم الظروف القاسية التي أقيمت فيها البطولة هذا العام ، لم تتوقف انطلاقة هاميلتون ولم تنكسر هيمنته.

وعلى النقيض ، عزز هاميلتون قوته وانطلاقته في رحلة البحث عن لقب البطولة هذا العام للدرجة التي أكدت أنه أحد عظماء هذه الرياضة.

وفي 2017 ، حطم هاميلتون الرقم القياسي ، الذي كان مسجلا أيضا باسم شوماخر ، لعدد مرات الانطلاق من المركز الأول في سباقات البطولة.

وفي العام الحالي ، حطم هاميلتون رقما قياسيا آخر كان مسجلا باسم شوماخر ورفع رصيده إلى 94 انتصارا في سباقات البطولة علما بأن الرقم القياسي السابق كان 91 انتصارا.

وقبل سنوات ، اعتقد الخبراء أن تحطيم هذ الرقم القياسي ليس ممكنا ، ولكن إصرار هاميلتون بدد هذه التوقعات.

وعادل هاميلتون رقما قياسيا آخر لشوماخر أمس الأحد بإحراز لقب بطولة العالم للمرة السابعة في مسيرته الرياضية بعدما فاز بلقب السباق التركي.

كما ساهم نجاح هاميلتون في فوز مرسيدس بلقب البطولة على مستوى الصانعين (الفرق) للموسم السابع على التوالي.

ووسط حصده لألقاب السباقات وتحطيم الأرقام القياسية والفوز بالألقاب العالمية ، حرص هاميلتون أيضا على مناصرة أكثر من قضية مثل مكافحة العنصرية والمطالبة بالمساواة.

وقال هاميلتون أمس الأحد إن الأضواء المسلطة عليه ستساعده في مناصرة هذه القضايا.

وأوضح في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت : "معادلة الرقم القياسي لمايكل شوماخر يلقي بالأضواء علي ، والتي أعلم أنها لن تظل مسلطة للأبد. ولهذا ، أود استغلال تواجدي تحت هذه الأضواء لأوجه الانتباء. أود مطالبة الجميع بأداء دورهم في المساهمة في خلق عالم أكثر مساواة".

وأضاف : "دعونا نكون أكثر قبولا ولطفا مع بعضنا البعض. لنجعلها مناسبة بحيث لا تكون الفرصة شيئا يعتمد على الخلفية أو لون البشرة".

ولم يدفع كفاح هاميلتون في هذا الاتجاه فريقه مرسيدس فقط إلى إجراء تعديلات ، حيث تغير إلى اللون الأسود لدعم حركة "حياة السود مهمة" ، ولكنه دفع رابطة فورمولا-1 لاتخاذ خطوة أيضا.

ورغم هذا ، ورغم نبل القضية ، لم يسلم هاميلتون من الانتقادات. ولكنه أصبح "أكثر فخرا" بما قدمه هذا العام في مجال دعم المساواة أكثر من افتخاره بما حققه من إنجازات في حلبات السباق.

وقال هاميلتون قبل السباق التركي : "لقب السائقين لا يؤثر بالضرورة على حياة الناس. أحاول تحسين ظروف الناس حول العالم – والمطالبة بحقوق إنسانية متساوية - هذا هو أهم شيء بالنسبة لي".

وينتهي العقد الحالي لهاميلتون مع مرسيدس بنهاية العام الحالي ، ولم يتوصل السائق البريطاني لاتفاق جديد مع الفريق حتى الآن.

ولكنه أكد بعد حسم اللقب السابع أمس إنه أبعد ما يكون عن الاعتزال وأنه يحلم الآن باللقب الثامن.