ثماني مشاركات أولى أسطورية في كأس العالم

السبت 12/نوفمبر/2022 - 08:00 م
كتب: علي عبيد
كأس العالم
كأس العالم
ستكون كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢ هي النسخة الأولى في تاريخ البطولة التي لا تشهد الظهور الأول لأي منتخب، بيد أنها ستشهد المشاركة الأولى للبلد المستضيف. وقد شهد تاريخ البطولة الذي يمتد ٩٢ عاماً مشاركات أولى مذهلة تستحق أن نسلط الضوء عليها.

فرحة عارمة في سنتيناريو

شارك في النسخة الأولى لكأس العالم FIFA ١٣ منتخباً. وبينما كان هذا هو بالطبع الظهور الأول لكل المنتخبات، إلا أن الدولة المضيفة أوروجواي نجحت في سطر صفحة في التاريخ حين ألحقت الهزيمة بنظيرتها الأرجنتين، خصمها اللدود في عشرينات القرن الماضي، لتؤكد هيمنتها على كرة القدم العالمية، بعد أن كانت قد توجت بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية الصيفية في نسختي ١٩٢٤ و١٩٢٨.

وفي الذكرى المئوية لاستقلالها، كان لدى أوروجواي أسباب كثيرة للاحتفال وذلك بعد أن نجحوا في تعويض تأخرهم ليهزموا الأرجنتين بنتيجة ٤-٢ على ملعب سنتيناريو في مونتيفيديو، تلك التحفة المعمارية التي بنيت خصيصًا لهذه المناسبة.

ثأر جزائري وكبرياء وفضيحة خيخون

ما الطريقة المثلى للتعافي من خسارة نهائي قاري؟ هي بلا شك الطريقة الجزائرية. فبعد خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية ١٩٨٠ أمام نيجيريا، تأهل محاربو الصحراء إلى كأس العالم أسبانيا FIFA١٩٨٢ على حساب نيجيريا ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل ظهر الجزائريون بأفضل أداء لمنتخب أفريقي في نهائيات كأس العالم حينها.

ورغم أن الجزائر تغلبت على ألمانيا الغربية، بطل أوروبا، قبل أن تفوز على تشيلي، إلا أنها ودعت البطولة في أعقاب مباراة لا تزال تعرف باسم "فضيحة خيخون".

عظمة لوس تيكوس


لا شك أن تأهل بلد يبلغ تعداد سكانه ثلاثة ملايين نسمة لكأس العالم FIFA هو حلم كبير في ذاته، لكن أن تتأهل وتنافس منتخبات لها باع كبير في عالم الساحرة المستديرة مثل البرازيل واسكتلندا والسويد وتشيكوسلوفاكيا هو بلا شك أمر كان يفوق خيال كوستاريكا في نهائيات ١٩٩٠.

فبعد أن شاهدوا جيرانهم كوبا وهايتي وهندوراس والسلفادور يظهرون جميعًا في النسخ السابقة لأم البطولات، حرص منتخب كوستاريكا على تقديم أوراق اعتماده حيث نجح روجر فلوريس وخوان كاياسو ورفاقهما بسطر صفحة ذهبية في تاريخ كوستاريكا.

النسور الخضراء تحلق في سماء الولايات المتحدة

تأهلت نيجيريا، أحد عملاقة القارة الأفريقية، لأول مرة إلى كأس العالم في نفس العام الذي حصدت فيه ثاني ألقابها الأفريقية، وشهدت هذه الحملة ما يبرر النيجيريين للاحتفال على أرض الولايات المتحدة.

فقد سجلوا الأهداف ورقصوا ولعبوا كرة قدم رائعة بابتسامات جميلة؛ فقد تغلبوا على بلغاريا واليونان كما كان لهم سبق التقدم أمام إيطاليا والأرجنتين. ومع نهاية البطولة أصبح دانيال أموكاشي وإيمانويل أمونيكي ورشيدي يكيني وجورج فينيدي أسماء ذائعة الصيت، حيث نجحوا في ترك بصمتهم في الذاكرة الجماعية لجمهور كأس العالم.

أهداف ومجد للصقور الخضراء

رغم أنها كانت قد توجت بكأس الأمم الأسيوية مرتين، إلا أن السعودية وصلت لنهائيات كأس العالم ١٩٩٤ وهي مجهولة للكثيرين خارج القارة الصفراء. لكن بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، يمكنك أن تسأل أي مشجع لكرة القدم في عن هذه البطولة، وسيذكر منتخب السعودية وخاصة سعيد العويران، جنبًا إلى جنب مع نجوم كبار من أمثال روماريو وروبرتو باجيو كأسماء مرتبطة ارتباطاً شديداً بهذه النسخة.

ولم تكتف السعودية بالهدف الأيقوني الذي سجله سعيد العويران في مرمى بلجيكا، بل ظهرت بأداء خرافي ضد هولندا والسويد وفازت على المغرب الأمر الذي يجعل الظهور الأول للسعودية والذي شهد وصولها إلى إلى دور الـ ١٦ قصة تستحق تسليط الضوء عليها.

ولادة دولة كروية

خرجت كرواتيا من أنقاض حرب البلقان دولة مستقلة عازمة على صنع اسم لنفسها على الساحة العالمية، وشهدت كرة القدم واحدة من أعظم قصص النجاح في السنوات الأولى من تاريخ الدولة حديثة الولادة.

وكان التأهل لربع نهائي كأس الأمم الأوروبية ١٩٩٦ مجرد بداية لرحلة تاريخية شهدت تحول دافور سوكر وزفونمير بوبان وروبرت جارني إلى أساطير للعبة سطروا مسيرة رائعة بنجاحهم بالتتويج ببرونزية فرنسا ١٩٩٨، بعد أن أطاحوا بألمانيا وهولندا.

معجزة ميتسو

بعد مرور ثماني سنوات على الأداء الأسطوري الذي ظهرت به نيجريا في نهائيات الولايات المتحدة أسرت دولة أفريقية أخرى قلب وعقل عشاق الساحرة المستديرة؛ فقد حقق منتخب السنغال في ظهوره الأول في أم البطولات مفاجأة كبيرة بفوزه على منتخب فرنسا حامل اللقب.

وسيبقى اسما المدرب الفرنسي برونو ميتسو ولاعب الوسط طويل القامة بابا بوبا ديوب، اللذان رحلا عن عالمنا، باقيان في ذاكرة كأس العالم للأبد بعد أن ساهما في صنع معجزة أسود التيرانجا الذين نجحوا بالتأهل إل ربع نهائي كأس العالم كوريا / اليابان ٢٠٠٢ في ظهورهم الأول الأول ليحققوا أفضل نتيجة لأي منتخب أفريقي حتى وقتنا هذا.

النجوم السوداء تسطع أخيراً

تحتم على غانا أن تنتظر ٤٣ عاماً بعد فوزها الأول بكأس الأمم الأفريقية و٢٤ عامًا بعد فوزها الرابع باللقب القاري لتصل أخيرا إلى نهائيات كأس العالم FIFA، ولكن كان الظهور الأول للنجوم السوداء رائعاً.

فقد خاضت غانا مباريات قوية ضد منتخبات إيطاليا وجمهورية التشيك والولايات المتحدة لينجح أسامواه جيان وسولي مونتاري ورفاقهما بالوصول إلى دور الـ ١٦ وقدموا كل ما لديهم أمام كتيبة برازيلية مدجج بنجوم من أمثال رونالدو ورونالدينيو وكاكا وروبرتو كارلوس.