المؤكد أن تجربة الحكم المصري في القمة 116فشلت فشلا ذريعا، بعد العرض الهزلي الذي قدمه الحكم محمد الحنفي في مباراة الأهلي و الزمالك.
فشلت التجربة مجددًا لأن الحكم لم يسيطر علي المباراة، و ترك اللاعبين يفعلون مايريدون بعدما وصلت منه رسالة إلي كل اللاعبين، افعل ما شئت فإنك غير مُحاسب، و اضرب من تريد فإنك غير مطرود، فشاهدنا حرب شوارع بين لاعبي الأهلي و الزمالك بكل ما تعنيه الكلمة من معان، بل أن بعض اللاعبين كانوا أشبه بـ "لاعبي الشوارع" في اللقاء، لأنهم فهموا الحكم مبكرًا أنه من أهل " بر الأمان".
حكم ضعيف حدًا
كلام غريب جدا تردد و تناثر بعد المباراة أن الحكم نجح لأنه خرج باللقاء إلي بر الأمان، و لم يفعل شيئا يمكن أن يؤدي إلي إلغاء المباراة، و هذا كلام ضعيف، و غير مقنع، و لا يخرج إلا من الضعفاء، و بشكل عام فالحكم الذي يترك اللاعبين يعيثون في أرض الملعب فسادًا و انتهاكًا للقانون هو حكم ضعيف، و الحكم الذي يقبل بالأيادي تشيح في وجهه يمينًا و يسارًا حكم ضعيف، و الحكم الذي ينذر اللاعب رد الفعل في مشكلة و لا ينذر من تسبب في المشكلة حكم ضعيف، و الحكم الذي لا يطرد لاعبا جعر في وجهه دون أن يواجهه حتي بنظرة عين فهو حكم ضعيف، و الحكم الذي يري مواقف لا يصلح فيها إلا الكارت الأحمر ثم يرتعش و هو يخرج الأصفر فهو حكم ضعيف جدًا.
نعم فشلت التجربة تماما و عادت بالتحكيم المصري في القمة 20 عامًا إلي الوراء، فخلال السنوات العشر المقبلة لن يجرؤ أحد علي اسناد مباراة بين الأهلي و الزمالك حتي لو كانت في دوري المدارس إلي حكم مصري، بعد المشهد السلبي الذي صدره لنا الحكم محمد الحنفي، في مباراة العار للتحكيم المصري .
الحكام غاضبون
التجربة فشلت و كل الحكام يعضون الأنامل الآن علي ضياع هذه الفرصة، لأنهم اسندوا اللقاء إلي حكم لم يكن يستحق ، بغض النظر عن نتيجة المباراة و من فاز و من خسر الذي خسر هو التحكيم المصري.
التجربة فشلت و أكبر دليل علي ذلك هذا الكلام الذي يدور في الكواليس بين كل حكام مصر أن الحفني قدم صورة سئية جدًا لهم و شوه موسمًا من أفضل مواسمهم في مباراة لا قيمة لها و لا تأثير علي موقف الفريقين.
التجربة فشلت و مسئولو لجنة الحكام بينهم و بين أنفسهم يعترفون بذلك بكل صراحة وضوح، رغم المعانده و المكابرة .
فشلت و اتحاد الكرة نادم علي أن منح الفرصة في مباراة لا قيمة لها بحساب النقاط لحكم عجز عن اتخاذ قرارات صائبة فتشوهت الصورة .
أين الحكام السبعة؟
و يبقي السؤال لماذ اختارت لجنة الحكام الحكم محمد الحنفي، دون غيره لإدارة المباراة رغم أنه حكم غير دولي و فشل في الإختبارات البدنية " كوبر" و تركت سبعة حكام المفروض أنهم الأفضل بدنيًا و فنيًا في مصر طبقا لترتيبهم في القائمة الدولية بداية من جهاد جريشة حكم المونديال المقبل، و مرورًا بإبراهيم نور الدين ، و محمود البنا، و محمد معروف، وأيمن عمر، و أحمد الغندور، و نهاية بـ محمد عادل، بجانب حكام أخرين خارج القائمة معروف عنهم قوة الشخصية .
اتحاد الخوف و كرة القدم
المجاملة و الخوف و عدم حماية اتحاد الكرة لحكامه كان وراء هذه المهزلة التي شهدها ستاد القاهرة يوم الخميس، و دعونا نعترف أن الحكام هم الطرف الأضعف في المنظومة الكروية في مصر، فهم الأقل دخلا و لا يوجد قانون يمنحهم القوة في اتخاذ القرار، و لا توجد سوابق أن لاعبا أخطأ مع حكم أو في مباراة أو تجاوز أو أشاح أو تحدث بطريقة غير لائقة و نال العقاب الرادع، الضعيف ليس حكم كرة القدم بل هو اتحاد كرة القدم، و راجعوا شكل الحكام في الدوري الإنجليزي فمن القوي الذي يقوي الحكام المؤكد اتحاد اللعبة و عقوباته و لوائحه الصارمة، و كذا في الأسباني و الإيطالي و غيرهم و بل في الدوريات الأوروبية، و في المونديال الفيفا قوي و يستطع سحل اي لاعب يتجاوز، و هذا ما نريده من اتحاد ابوريده اذا أراد منظومة تحكيمية مميزة لمصر و لحكام هذا البلد القوة و التميز، حتي لا نري " حكمًا" أخرًا في مثل هذا الموقف الذي رأينا فيه حكمنا " محمد الحنفي" الذي بمستواه في القمة " شوهت صورة حكام كرة القدم في مصر".