د. طارق الأدور يكتب: خمسة أسباب وراء عظمة المنتخب الأوليمبي

الأحد 24/نوفمبر/2019 - 02:27 ص
وان ثري| بوابة الرياضة المصرية
أكد منتخب مصر الأوليمبي لكرة القدم بعد فوزه بكأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة وتأهله لدورة طوكيو الأوليمية 2020 النظرية التاريخية التي تقول أن الروح القتالية التي يؤدي بها اللاعبون أهم في بعض الأوقات من التفاصيل الفنية التي قد تنزوي خلف الأداء الرجولي وبذل الجهد والعرق طوال وقت المباراة حتى آخر قطرة،.




تلك هي الرسالة التي وجهها المنتخب الأوليمبي لكل عشاق الكرة عقب فوزه بالبطولة بعد أن كان في رأي المتخصصين قبل إنطلاق البطولة خارج نطاق المنافسة من الجوانب الفنية ولكن تلك الروح القتالية رفعت الكفاءة الفنية للمنتخب لأكثر من الضعف.



وحتى نحلل فوز منتخب مصر تحت 23 سنة وتأهله لدورة طوكيو الأوليمبية علينا أن نضع في مقدمة الأسباب الجهاز الفني الوطني بقيادة شوقي غريب ومعه المجموعة الرائعة الذين إرتدوا جميعا قميص المنتخب الوطني وعاشوا أحاسيس فوز المنتخب وقيمة إرتداء قميصه وبالتالي نقلوها للاعبين، وأود هنا أن أقول أن تلك الروح القتالية لم تنفجر داخل لاعبي المنتخب الوطني بمثل هذا الشكل المبهر إلا تحت قيادة المدربين المصريين وعلنا أن نتذكر تلك الروح في عصر الجوهري والتي صعدت بمصر لكأس العالم 1990، وتحققت بفضلها بطولة كأس الأمم كانت في الأحلام في بوركينا فاسو عام 1998.


هل تذكرون أيضا تلك الروح التي بثها حسن شحاته في لاعبي المنتخب في الحقبة الذهبية التي تحققت فيها كأس الأمم 3 مرات متتالية، وكيف فاز المنتخب الأول بكأس الأمم الأفريقية عام 2006 بفضل تلك الروح رغم أنه لم يكن الأفضل فنيا في تلك البطولة بالذات !!


وحتى مع شوقي غريب حقق منتخب مصر للشباب أفضل نتيجة دولية في تاريخ بلدنا وهي برونزية كأس العالم للشباب 2001 بجيل سجل تاريخا للكرة المصرية بفضل تلك الروح القتالية.



العنصر الثاني هو طريقة اللعب التي خاض بها غريب البطولة وهي 3-4-3 التي لم يلعب بها أي ناد أو منتخب مصري في الفترة الماضية، وهنا يجب ان أشيد بالمدير الفني الذي يلعب بالأسلوب الأفضل لإمكانيات لاعبيه، ثم الأفضل أيضا لمواجهة الفرق الأفريقية التي نعلم جميعا أنها تتفوق علينا في الجوانب البدنية، وليس أفضل من إغلاق المساحات أمامها لحرمانها من هذه الميزة.


العنصر الثالث هو تطور الأداء بشكل تصاعدى من مباراة لأخرى وبعود الفضل في تلك النقطة للاعبين أنفسهم وحتى نردك هذا التطور الكبير علينا أن نشاهد الآن المباراة الأولى أمام مالي والتي حقق فيها المنتخب فوزا بشف الأنفس بهدف نظيف، ثم تصاعدت حدة الأداء الرجولي من مباراة لأخرى، ولكن كما يقول الخبراء في العنوان الرئيسي لأي بطولة أن "البطل يولد خلال تلك البطولة" وهو ما حدث بالفعل، لأن المولد الحقيقي لهذا الفريق كان عندما تلقى الهدف الثاني أمام غانا ليتأخر بهدف في بداية الشوط الثاني قبل أن يعود بفوز مثير 3-2 بفضل روح نادرا ما تتواجد بهذا الشكل في الكرة المصرية.


العنصر الرابع هو الجماهير التي تتميز بحس مرهف تجاه من يبذل الجهد والعرق بإخلاص، لذلك فقد إندفعت إلى الملعب من المباراة الثانية بعد أن كان الإستاد شبه خال أمام مالي، وكان المشهد واضحا في الجولة الثالثة أمام الكاميرون رغم ضمان التأهل لنصف النهائي حيث إمتلأ ستاد القاهرة بالجماهير مقابل مدرجات خاوية في برج العرب في لقاء المنتخب الأول أمام كينيا بعد الأداء المتخاذل في مباريته الودية. تلك الجماهير حطمت الرقم القياسي في عدد الجماهير التي تحضر لهذه المرحلة السنية 3 مرات حتى وصلت إلى 75 ألف متفرج في النهائي.



العنصر الخامس هو الأهم لأنه يخص اللاعبين أنفسهم لأنهم كما أكرر دائما العنصر المنفذ لكل خطط المدربين، وإنظروا كيف كان أداء رمضان صبحي الرهيب وروح القيادة لديه وكيف كان مصطفى محمد يسجل بكل المهارات وكيف كان المنتخب يطبر بجناحيه كريم العراقي وأحمد أبو الفتوح ثم كيف ضبط الثنائي أكرم توفيق وعمار حمدي إيقاع الوسط، وكيف قلب عبد الرحمن مجدي كل الموازين في الجوانب الهجومية وكيف كان ثلاثي الدفاع وحارسهم في الميعاد... أنها روح البطولة.